بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
انا لله وانا اليه راجعون
الفصل 45
تفسير فرات الكوفي 171 و من سورة التوبة .....
فرات قال حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن
أبي عبد الله عليه السلام قال :
كان الحسين عليه السلام مع أمه تحمله فأخذه
النبي صلى الله عليه واله و قال:
لعن الله قاتلك و لعن الله سالبك و أهلك الله المتوازرين عليك و حكم الله بيني و بين من أعان عليك
قالت فاطمة الزهراء عليها السلام :
يا أبة أي شيء تقول ؟
قال :
يا بنتاه ذكرت ما يصيب بعدي و بعدك من الأذى و الظلم و الغدر و البغي و هو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل و كأني أنظر إلى معسكرهم و إلى موضع رحالهم و تربتهم
قالت:
يا أبة و أنى هذا الموضع الذي تصف ؟
قال:
موضع يقال له
كربلاء
و هي دار كرب و بلاء علينا و على الأمة يخرج عليهم شرار أمتي و إن أحدهم لو أن أحدهم يشفع له من في السماوات و الأرضيين ما شفعوا فيه و هم المخلدون في النار قالت :
يا أبة فيقتل؟
قال : نعم يا بنتاه و ما قتل قتلته أحد كان قبله و تبكيه السماوات و الأرضون و الملائكة و الوحش و النباتات و البحار و الجبال و لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس
و يأتيه قوم من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله و لا أقوم بحقنا منهم و ليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم أولئك مصابيح في ظلمات الجور و هم الشفعاء و هم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم و كل أهل دين يطلبون أئمتهم و هم يطلبونا و لا يطلبون غيرنا و هم قوام الأرض و بهم ينزل الغيث فقالتفاطمة الزهراء عليها السلام :
يا أبة إنا لله و بكت فقال لها :
يا بنتاه إن أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا بذلوا أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقتُلُونَ وَ يُقتَلُونَ وَعداً عَلَيهِ حَقًّا فما عند الله خير من الدنيا و ما فيها ؛ قتلة أهون من ميتته من كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه و من لم يقتل فسوف يموت
يا فاطمة بنت محمد
أما تحبين أن تأمرين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب
أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش
أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة
أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه
أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار يأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء و يترك من يشاء
أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك و إلى ما تأمرين به و ينظرون إلى بعلك و قد حضر الخلائق و هو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدك و قاتليك إذا أفلحت حجته على الخلائق و أمرت النار أن تطيعه
أما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك و يأسف عليه كل شيء أما ترضين أن يكون من أتاه زائرا في ضمان الله و يكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله الحرام و اعتمر و لم يخلو من الرحمة طرفة عين و إذا مات مات شهيدا و إن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي و لم يزل في حفظ الله و أمنه حتى يفارق الدنيا
قالت :
يا أبة سلمت و رضيت و توكلت على الله فمسح على قلبها و مسح على عينيها فقال إني أنا و بعلك و أنت و ابناك في مكان تقر عيناك و يفرح قلبك