| من خطب الامام على عليه السلام | |
|
+4عاشقة اهل البيت نور الهداية ابن الكوفة اسير الروح 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اسير الروح كوفي مبدع
عدد الرسائل : 194 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 25/05/2007
| موضوع: من خطب الامام على عليه السلام الخميس يونيو 21, 2007 10:49 am | |
|
تعرف بخطبة الأشباح 1 و هي من جلائل خطبة عليه السلام 2 روى مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال 3 : خطب أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الخطبة على منبر الكوفة 4 ، و ذلك أن رجلا أتاه فقال له : يا أمير المؤمنين صف لنا ربنا مثلما نراه عيانا لنزداد له حبا و به معرفة 5 ، فغضب و نادى : الصلاة جامعة 6 ، فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله 7 ، فصعد المنبر و هو مغضب متغير اللون 8 ، فحمد اللّه و أثنى عليه 9 و صلى على النبي صلى اللّه عليه و آله ، ثم قال 10 : وصف اللّه تعالى 11 الحمد للّه الّذى لا يفره المنع و الجمود 12 ، و لا يكديه الإعطاء و الجود 13 ، إذ كلّ معط منتقص سواه 14 ، و كلّ مانع مذموم ما خلاه 15 ، و هو المنّان بفوائد النّعم 16 ، و عوائد المزيد و القسم 17 ، عياله الخلائق 18 ، ضمن أرزاقهم 19 ، و قدّر أقواتهم 20 ، و نهج سبيل الرّاغبين إليه 21 ، و الطّالبين ما لديه 22 ، و ليس بما سئل بأجود منه بما لم يسأل 23 . الأوّل الّذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله 24 ، و الآخر الّذى ليس له بعد فيكون شيء بعده 25 ، و الرّادع أناسيّ الأبصار عن أن تناله أو تدركه 26 ، ما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال 27 ، و لا كان في مكان فيجوز عليه الانتقال 28 . و لو وهب ما تنفّست عنه معادن الجبال 29 ، و ضحكت عنه أصداف البحار 30 ، من فلزّ اللّجين و العقيان 31 ، و نثارة الدّرّ 32 و حصيد المرجان 33 ، ما أثّر ذلك في جوده 34 ، و لا أنفد سعة ما عنده 35 ، و لكان عنده من ذخائر الأنعام [ 130 ]
ما لا تنفده 36 ، مطالب الأنام 37 ، لأنّه الجواد الّذي لا يغيضه سؤال السّائلين 38 ، و لا يبخله إلحاح الملحّين 39 . صفاته تعالى في القرآن 40 فانظر أيّها السّائل 41 : فما دلّك القرآن عليه من صفته فائتمّ به 42 و استضىء بنور هدايته 43 ، و ما كلّفك الشّيطان علمه ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه 44 ، و لا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمّة الهدى أثره 45 ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه 46 ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك 47 . و اعلم أنّ الرّاسخين في العلم 48 ، هم الّذين أغناهم عن اقتحام السّدد 49 ، المضروبة دون الغيوب 50 ، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب 51 ، فمدح اللّه تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما 52 ، و سمّى تركهم التّعمّق فيما لم يكلّفهم البحث عن كنهه رسوخا 53 ، فاقتصر على ذلك 54 ، و لا تقدّر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك 55 ، فتكون من الهالكين 56 . هو القادر الّذي 57 إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته 58 ، و حاول الفكر المبرّأ من خطرات الوساوس 59 أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته 60 ، و تولّهت القلوب إليه 61 ، لتجري في كيفيّة صفاته 62 ، و غمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصّفات لتناول علم ذاته ، ردعها 63 و هي تجوب مهاوي سدف الغيوب 64 ، متخلّصة إليه سبحانه [ 131 ]
فرجعت إذ جبهت 65 معترفة بأنّه لا ينال بجور الاعتساف كنه معرفته 66 ، و لا تخطر ببال أولي الرّويّات خاطرة من تقدير جلال عزّته 67 . الّذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله 68 ، و لا مقدار احتذى عليه ، من خالق معبود كان قبله 69 ، و أرانا من ملكوت قدرته 70 ، و عجائب ما نطقت به آثار حكمته 71 ، و اعتراف الحاجة من الخلق إلى أن يقيمها بمساك قوّته 72 ، ما دلّنا باضطرار قيام الحجّة له على معرفته 73 ، فظهرت البدائع الّتي أحدثتها آثار صنعته 74 ، و أعلام حكمته 75 ، فصار كلّ ما خلق حجّة له و دليلا عليه 76 ، و إن كان خلقا صامتا 77 ، فحجّته بالتّدبير ناطقة 78 ، و دلالته على المبدع قائمة 79 ، فأشهد أنّ من شبّهك بتباين أعصاء خلقك 80 ، و تلاحم حقاق مفاصلهم المحتجبة لتدبير حكمتك 81 ، لم يعقد غيب ضميره على معرفتك 82 ، و لم يباشر قلبه اليقين بأنّه لا ندّ لك 83 ، و كأنّه لم يسمع تبرّؤ التّابعين من المتبوعين 84 إذ يقولون : « تاللّه إن كنّا لفي ضلال مبين 85 . إذ نسوّيكم بربّ العالمين » 86 كذب العادلون بك 87 ، إذ شبّهوك بأصنامهم 88 ، و نحلوك حلية المخلوقين بأوهامهم 89 ، و جزّأوك تجزئة المجسّمات بخواطرهم 90 ، و قدّروك على الخلقة المختلفة القوى ، بقرائح عقولهم 91 . و أشهد أنّ من ساواك بشيء من خلقك فقد عدل بك 92 ،
و العادل بك كافر بما تنزّلت به محكمات آياتك 93 ، و نطقت عنه [ 132 ]
شواهد حجج بيّناتك 94 ، و إنّك أنت اللّه الّذي لم تتناه في العقول 95 ، فتكون في مهبّ فكرها مكيّفا 96 ، و لا في رويّات خواطرها فتكون محدودا مصرّفا 97 و منها : قدّر ما خلق فأحكم تقديره 98 ، و دبّره فألطف تدبيره 99 ، و وجّهه لوجهته 100 ، فلم يتعدّ حدود منزلته 101 ، و لم يقصر دون الانتهاء إلى غايته 102 ، و لم يستصعب إذ أمر بالمضيّ على إرادته 103 ، فكيف و إنّما صدرت الأمور عن مشيئته ؟ 104 المنشىء أصناف الأشياء بلا رويّة فكر آل إليها 105 ، و لا قريحة غريزة أضمر عليها 106 ، و لا تجربة أفادها من حوادث الدّهور 107 ، و لا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور 108 ، فتمّ خلقه بأمره 109 ، و أذعن لطاعته 110 ، و أجاب إلى دعوته 111 ، لم يعترض دونه ريث المبطىء 112 ، و لا أناة المتلكّىء 113 ، فأقام من الأشياء أودها 114 ، و نهج حدودها 115 ، و لاءم بقدرته بين متضادّها 116 ، و وصل أسباب قرائنها 117 ، و فرّقها أجناسا مختلفات في الحدود و الأقدار 118 ، و الغرائز و الهيئات 119 ، بدايا خلائق أحكم صنعها 120 ، و فطرها على ما أراد و ابتدعها 121 و منها في صفة السماء 122 و نظم بلا تعليق رهوات فرجها 123 ، و لاحم صدوع انفراجها 124 ، [ 133 ]
و وشّج بينها و بين أزواجها 125 ، و ذلّل للهابطين بأمره 126 ، و الصّاعدين بأعمال خلقه ، حزونة معراجها 127 ، و ناداها بعد إذ هي دخان 128 ، فالتحمت عرى أشراجها 129 ، و فتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها 130 ، و أقام رصدا من الشّهب الثّواقب على نقابها 131 ، و أمسكها من أن تمور في خرق الهواء بأيده 132 ، و أمرها أن تقف مستسلمة لأمره 133 ، و جعل شمسها آية مبصرة لنهارها 134 ، و قمرها آية ممحوّة من ليلها 135 ، و أجراهما في مناقل مجراهما 136 ، و قدّر سيرهما في مدارج درجهما 137 ، ليميّز بين اللّيل و النّهار بهما 138 ، و ليعلم عدد السّنين و الحساب بمقاديرهما 139 ، ثمّ علّق في جوّها فلكها 140 ، و ناط بها زينتها ، من خفيّات دراريّها 141 و مصابيح كواكبها 142 ، و رمى مسترقي السّمع بثواقب شهبها 143 ، و أجراها على أذلال تسخيرها 144 من ثبات ثابتها 145 ، و مسير سائرها 146 ، و هبوطها و صعودها 147 ، و نحوسها و سعودها 148 . و منها في صفة الملائكة 149 ثمّ خلق سبحانه لإسكان سمواته 150 ، و عمارة الصّفيح الأعلى من ملكوته 151 ، خلقا بديعا من ملائكته 152 ، و ملأ بهم فروج فجاجها 153 ، و حشا بهم فتوق أجوائها 154 ، و بين فجوات تلك الفروج زجل المسبّحين منهم في حظائر القدس 155 ، و سترات الحجب 156 ، [ 134 ]
و سرادقات المجد ، و وراء ذلك الرّجيج 157 الّذي تستكّ منه الأسماع 158 سبحات نور تردع الأبصار عن بلوغها 159 ، فتقف خاسئة على حدودها 160 . و أنشأهم على صور مختلفات 161 ، و أقدار متفاوتات 162 ، « أولي أجنحة » 163 ، تسبّح جلال عزّته 164 ، لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعه 165 ، و لا يدّعون أنّهم يخلقون شيئا معه ممّا انفرد به 166 ، « بل عباد مكرمون 167 . لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون » 168 جعلهم اللّه فيما هنا لك أهل الأمانة على وحيه 169 ، و حمّلهم إلى المرسلين ودائع أمره و نهيه 170 ، و عصمهم من ريب الشّبهات 171 ، فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته 172 . و أمدّهم بفوائد المعونة 173 ، و أشعر قلوبهم تواضع إخبات السّكينة 174 ، و فتح لهم أبوابا ذللا إلى تماجيده 175 ، و نصب لهم منارا واضحة على أعلام توحيده 176 ، لم تثقلهم موصرات الآثام 177 ، و لم ترتحلهم عقب اللّيالي و الأيّام 178 ، و لم ترم الشّكوك بنوازعها عزيمة إيمانهم 179 ، و لم تعترك الظّنون على معاقد يقينهم 180 ، و لا قدحت قادحة الإحن فيما بينهم 181 ، و لا سلبتهم الحيرة ما لاق من معرفته بضمائرهم 182 ، و ما سكن من عظمته و هيبة جلالته في أثناء صدورهم 183 ، و لم تطمع فيهم الوساوس فتقترع برينها على فكرهم 184 . و منهم من هو في خلق الغمام [ 135 ]
الدّلّح 185 ، و في عظم الجبال الشّمخ 186 ، و في قترة الظّلام الأيهم 187 ، و منهم من قد خرقت أقدامهم تخوم الأرض السّفلى 188 ، فهي كرايات بيض 189 قد نفذت في مخارق الهواء 190 ، و تحتها ريح هفّافة تحبسها على حيث انتهت من الحدود المتناهية 191 ، قد استفرغتهم أشغال عبادته 192 ، و وصلت حقائق الإيمان بينهم و بين معرفته 193 ، و قطعهم الإيقان به إلى الوله إليه 194 ، و لم تجاوز رغباتهم ما عنده إلى ما عند غيره 195 ، قد ذاقوا حلاوة معرفته 196 ، و شربوا بالكأس الرّويّة من محبّته 197 ، و تمكّنت من سويداء 198 ، قلوبهم و شيجة خيفته 199 ، فحنوا بطول الطّاعة اعتدال ظهورهم 200 ، و لم ينفد طول الرّغبة إليه مادّة تضرّعهم 201 ، و لا أطلق عنهم عظيم الزّلفة ربق خشوعهم 202 ، و لم يتولّهم الإعجاب فيستكثروا ما سلف منهم 203 ، و لا تركت لهم استكانة الإجلال نصيبا في تعظيم حسناتهم 204 ، و لم تجر الفترات فيهم على طول دوؤبهم 205 ، و لم تغض رغباتهم فيخالفوا عن رجاء ربّهم 206 ، و لم تجفّ لطول المناجاة أسلات ألسنتهم 207 ، و لا ملكتهم الأشغال فتنقطع بهمس الجؤار إليه أصواتهم 208 ، و لم تختلف في مقاوم الطّاعة مناكبهم 209 ، و لم يثنوا إلى راحة التّقصير في أمره رقابهم 210 ، و لا تعدو على عزيمة جدّهم بلادة الغفلات 211 ، و لا تنتضل في هممهم خدائع الشّهوات 212 . قد [ 136 ]
اتّخذوا ذا العرش ذخيرة ليوم فاقتهم 213 ، و يمّموه عند انقطاع الخلق إلى المخلوقين برغبتهم 214 ، لا يقطعون أمد غاية عبادته 215 ، و لا يرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته 216 ، إلاّ إلى موادّ من قلوبهم غير منقطعة من رجائه و مخافته 217 ، لم تنقطع أسباب الشّفقة منهم 218 ، فينوا في جدّهم 219 ، و لم تأسرهم الأطماع فيؤثروا و شيك السّعي على اجتهادهم 220 ، لم يستعظموا ما مضى من أعمالهم 221 ، و لو استعظموا ذلك لنسخ الرّجاء منهم شفقات وجلهم 222 ، و لم يختلفوا في ربّهم باستحواذ الشّيطان عليهم 223 . و لم يفرّقهم سوء التّقاطع 224 ، و لا تولاّهم غلّ التّحاسد 225 ، و لا تشعّبتهم مصارف الرّيب 226 ، و لا اقتسمتهم أخياف الهمم 227 ، فهم أسراء إيمان 228 ، لم يفكّهم من ربقته زيغ و لا عدول و لا ونى و لا فتور 229 ، و ليس في أطباق السّماء موضع إهاب إلاّ و عليه ملك ساجد 230 ، أو ساع حافد 231 ، يزدادون على طول الطّاعة بربّهم علما 232 ، و تزداد عزّة ربّهم في قلوبهم عظما 233 و منها في صفة الارض ودحوها على الماء 234 كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة 235 ، و لجج بحار زاخرة 236 ، تلتطم أواذيّ أمواجها 237 ، و تصطفق متقاذفات أثباجها 238 ، و ترغو زبدا كالفحول عند هياجها 239 ، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها 240 ، و سكن هيج ارتمائه إذ وطئته [ 137 ]
بكلكلها 241 ، و ذلّ مستخذيا 242 ، إذ تمعّكت عليه بكواهلها 243 ، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه 244 ، ساجيا مقهورا 245 ، و في حكمة الذّلّ منقادا أسيرا 246 ، و سكنت الأرض مدحوّة في لجّة تيّاره 247 ، وردّت من نخوة بأوه و اعتلائه 248 ، و شموخ أنفه و سموّ غلوائه 249 ، و كعمته على كظّة جريته 250 ، فهمد بعد نزقاته 251 ، و لبد بعد زيفان و ثباته 252 . فلمّا سكن هيج الماء من تحت أكنافها 253 ، و حمل شواهق الجبال الشّمّخ البذّخ على أكتافها 254 ، فجّر ينابيع العيون من عرانين أنوفها 255 ، و فرّقها في سهوب بيدها و أخاديدها 256 ، و عدّل حركاتها بالرّاسيات من جلاميدها 257 ، و ذوات الشّناخيب الشّمّ من صياخيدها 258 ، فسكنت من الميدان لرسوب الجبال في قطع أديمها ،
و تغلغلها 259 متسرّبة في جوبات خياشيمها 260 ، و ركوبها أعناق سهول الأرضين و جراثيمها 261 ، و فسح بين الجوّ و بينها 262 ، و أعدّ الهواء متنسّما لساكنها 263 ، و أخرج إليها أهلها على تمام مرافقها 264 . ثمّ لم يدع جرز الأرض الّتي تقصر مياه العيون عن روابيها 265 ، و لا تجد جداول الأنهار ذريعة إلى بلوغها 266 ، حتّى أنشأ لها ناشئة سحاب تحيي مواتها 267 ، و تستخرج نباتها 268 . ألّف غمامها بعد افتراق لمعه 269 ، و تباين قزعه 270 ، حتّى إذا تمخّضت لجّة [ 138 ]
المزن فيه 271 ، و التمع برقه في كففه 272 ، و لم ينم و ميضه في كنهور ربابه 273 ، و متراكم سحابه 274 ، أرسله سحّا متداركا 275 ، قد أسفّ هيدبه 276 ، تمريه الجنوب درر أهاضيبه 277 و دفع شآبيبه 278 . فلمّا ألقت السّحاب برك بوانيها 279 ، و بعاع ما استقلّت به من العبء المحمول عليها 280 ، أخرج به من هوامد الأرض النّبات 281 ، و من زعر الجبال الأعشاب 282 ، فهي تبهج بزينة رياضها 283 ، و تزدهي بما ألبسته من ريط أزاهيرها 284 ، و حلية ما سمطت به من ناضر أنوارها 285 ، و جعل ذلك بلاغا للأنام 286 ، و رزقا للأنعام 287 ، و خرق الفجاج في آفاقها 288 ، و أقام المنار للسّالكين على جوادّ طرقها 289 . فلمّا مهد أرضه 290 ، و أنفذ أمره 291 ، اختار آدم ، عليه السّلام ، خيرة من خلقه 292 ، و جعله أوّل جبلّته 293 ، و أسكنه جنّته 294 ، و أرغد فيها أكله 295 ، و أوعز إليه فيما نهاه عنه 296 ، و أعلمه أنّ في الإقدام عليه التّعرّض لمعصيته 297 ، و المخاطرة بمنزلته 298 ، فأقدم على ما نهاه عنه 299 موافاة لسابق علمه 300 فأهبطه بعد التّوبة ليعمر أرضه بنسله 301 ، و ليقيم الحجّة به على عباده 302 ، و لم يخلهم بعد أن قبضه 303 ، ممّا يؤكّد عليهم حجّة ربوبيّته 304 ، و يصل بينهم و بين معرفته 305 ، بل تعاهدهم بالحجج على ألسن الخيرة من أنبيائه 306 ، و متحمّلي ودائع رسالاته 307 ، قرنا فقرنا 308 ، حتّى تمّت بنبيّنا محمّد صلّى اللَّه عليه [ 139 ]
و سلّم حجّته 309 ، و بلغ المقطع عذره و نذره 310 . و قدّر الأرزاق فكثّرها و قلّلها 311 ، و قسّمها على الضّيق و السّعة فعدل فيها 312 ، ليبتلي من أراد بميسورها و معسورها 313 ، و ليختبر بذلك الشّكر و الصّبر من غنيّها و فقيرها 314 . ثمّ قرن بسعتها عقابيل فاقتها 315 ، و بسلامتها طوارق آفاتها 316 ، و بفرج أفراحها غصص أتراحها 317 . و خلق الآجال فأطالها و قصّرها 318 ، و قدّمها و أخّرها 319 ، و وصل بالموت أسبابها 320 ، و جعله خالجا لأشطانها 321 ، و قاطعا لمرائر أقرانها 322 . عالم السّرّ من ضمائر المضمرين 323 ، و نجوى المتخافتين 324 ، و خواطر رجم الظّنون 325 ، و عقد عزيمات اليقين 326 ، و مسارق إيماض الجفون 327 ، و ما ضمنته أكنان القلوب 328 ، و غيابات الغيوب 329 ، و ما أصغت لاستراقه مصائخ الأسماع 330 ، و مصائف الذّرّ 331 ، و مشاتي الهوامّ 332 ، و رجع الحنين من المولهات 333 ، و همس الأقدام 334 ، و منفسح الثّمرة من ولائج غلف الأكمام 335 ، و منقمع الوحوش من غيران الجبال و أوديتها 336 ، و مختبإ البعوض بين سوق الأشجار و ألحيتها 337 ، و مغرز الأوراق من الأفنان 338 ، و محطّ الأمشاج من مسارب الأصلاب 339 ، و ناشئة الغيوم و متلاحمها 340 ، و درور قطر السّحاب في متراكمها 341 ، و ما تسفي الأعاصير بذيولها 342 ، و تعفو الأمطار بسيولها 343 ، [ 140 ]
و عوم بنات الأرض في كثبان الرّمال 344 ، و مستقرّ ذوات الأجنحة بذرا شناخيب الجبال 345 ، و تغريد ذوات المنطق في دياجير الأوكار 346 ، و ما أوعبته الأصداف 347 ، و حضنت عليه أمواج البحار 348 ، و ما غشيته سدفة ليل 349 ، أو ذرّ عليه شارق نهار 350 ، و ما اعتقبت عليه أطباق الدّياجير 351 ، و سبحات النّور 352 ، و أثر كلّ خطوة 353 ، و حسّ كلّ حركة 354 ، و رجع كلّ كلمة 355 ، و تحريك كلّ شفة 356 ، و مستقرّ كلّ نسمة 357 ، و مثقال كلّ ذرّة ، و هماهم كلّ نفس هامّة 358 ، و ما عليها من ثمر شجرة 359 ، أو ساقط ورقة 360 ، أو قرارة نطفة 361 ، أو نقاعة دم و مضغة 362 ، أو ناشئة خلق و سلالة 363 ، لم يلحقه في ذلك كلفة 364 ، و لا اعترضته في حفظ ما ابتدع من خلقه عارضة 365 ، و لا اعتورته في تنفيذ الأمور و تدابير المخلوقين ملالة و لا فترة 366 ، بل نفذهم علمه 367 ، و أحصاهم عدده 368 ، و وسعهم عدله 369 ، و غمرهم فضله 370 ، مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله 371 .
نسألكم الدعاء اخوكم | |
|
| |
ابن الكوفة المديــــر العـــــام | موضوع: رد: من خطب الامام على عليه السلام الخميس يونيو 21, 2007 3:54 pm | |
| حياك الله اخوية اسير الروح بارك الله بيك وافتقدنة لمشاركاتك الحلوة | |
|
| |
نور الهداية كوفي نابغة
عدد الرسائل : 1264 العمر : 40 البلد او المدينة : **في الغربة** تاريخ التسجيل : 01/06/2007
| موضوع: رد: من خطب الامام على عليه السلام الجمعة يونيو 22, 2007 6:30 am | |
| اللهم صلي على محمد وال محمد جزاك الله خيرا اخي على هذه الخطبة الرائعة موفق ان شاء الله
اختك نور الهداية | |
|
| |
عاشقة اهل البيت كوفي نابغة
عدد الرسائل : 2067 البلد او المدينة : الكوفة العلوية المقدسة تاريخ التسجيل : 27/05/2007
| موضوع: رد: من خطب الامام على عليه السلام الجمعة يونيو 22, 2007 2:00 pm | |
| بارك الله بيك اخي ومشكور على هذه المشاركات الجميله الرائعه ننتظر منك المزيد | |
|
| |
خادمة السبطين كوفي نابغة
عدد الرسائل : 1389 تاريخ التسجيل : 20/06/2007
| موضوع: رد: من خطب الامام على عليه السلام الأربعاء يونيو 27, 2007 11:55 am | |
| بارك الله بيك اخويه على هذا الموضوع الرائع جزاك الله الف خير.. | |
|
| |
قيصر العرب كوفي نابغة
عدد الرسائل : 2557 العمر : 39 البلد او المدينة : العراق المدينة : النجف الاشرف الوظيفة : سري جدا تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: رد: من خطب الامام على عليه السلام الأحد مايو 11, 2008 5:24 pm | |
| مشكووووووووووووووووور يامبدع | |
|
| |
الصيدلانيه كوفي نابغة
عدد الرسائل : 1966 العمر : 40 البلد او المدينة : العراق . المدينة : النجف الاشرف . الوظيفة : صيدلانيه تاريخ التسجيل : 19/10/2007
| موضوع: رد: من خطب الامام على عليه السلام الأربعاء يناير 28, 2009 9:01 pm | |
| مشكور اخونه الكريم مأجور ان شاء الله و بارك الله فيك | |
|
| |
قلم الحرية كوفي جديد
عدد الرسائل : 45 العمر : 30 البلد او المدينة : الحلة / العراق الوظيفة : الدراسة تاريخ التسجيل : 05/05/2009
| موضوع: رد: من خطب الامام على عليه السلام الثلاثاء مايو 05, 2009 11:47 pm | |
| جزاكم الله خيراً على ما نقلتم .. | |
|
| |
| من خطب الامام على عليه السلام | |
|