المهدي وطول عمره الشريف
لاغرابة ولااستبعاد عند ذوي العلم والعقل المستقيم في طول العمر ليست من المسائل التي وقعت موقع إنكار الراسخون في العلم من أرباب المذاهب والأديان وغيرهم ،وليست بمسألة شائكة لديهم.لأنه قد قرره وأثبته كل واحد منهم عن طريق دينه ومذهبه،أو من طريق علمه وفنه.
فهذا نبي الله نوح (عليه السلام)فقد اخبر سبحانه وتعالى عنه بقوله:"ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنه الاخمسين عاما"،وقوله تعالى في حق يونس (عليه السلام):"فلولا انه كان من المسبحين لبث في بطنه الى يوم يبعثون".
وبقاء عيسى (عليه السلام)والخضر والياس (عليهم السلام)إلى يومنا هذا مما اجمع عليه المسلمون .وقد تضمن كتاب العهد القديم ((التوراة))أسماء كثير من المعمرين ففيه إن من المعمرين آدم وشيث عليهم السلام.
ومن المعمرين في التاريخ أيضا جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) فقد عاش ثلاثمائة وخمسين سنة فهو من صحابة رسول الله (صلى الله عليه واله)وأدرك من بعد عهد الإمام علي (عليه السلام)ثم الأئمة الحسن والحسين والسجاد وتوفي في زمن الإمام الباقر (عليه السلام)بعد إن ابلغه السلام من جده التي تدل على إمكانية طول عمر الإنسان فوق الحد المعتاد والمتعارف بين الناس بإذن الله تعالى ومشيئته.وبهذا يصبح من السهولة استيعاب إمكانية طول عمر الإمام المهدي (عليه السلام)وخاصة بعدما وردنا من الأسانيد الصحيحة عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) :"لو لم يبقى من الدنيا الايوم لطول الله ذلك اليوم حتى يليه"وعن عبد الله بن عمر قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم :"يخرج المهدي وعلى رأسه غمامه فيها ملك ينادي هذا خليفة الله المهدي فاتبعوه"