ليس كل وقت يتهيأ لك إرسال الحمام
يقال : إن بعض العلوية قال في حضرة عضد الدولة ببغداد : عندنا في الكوفة نبق وزن كل نبقة مثقالان . فاستطرف الملك ذلك ، وكاد يكذبه الحاضرون ، فلما قام ذكر ذلك لابيه ، فأرسل حماما كان عنده في الحال إلى الكوفة يأمر وكلاءه بإرسال مائة حمامة ، في رجلى كل واحدة نبقتان من ذلك النبق ، فجاء النبق في بكرة الغد وحمل إلى عضد الدولة ، فاستحسنه وصدقه حينئذ ، ثم قال له لعمري لقد صدقت ، ولكن لا تحدث فيما بعد بكل ما رأيت من الغرائب ، فليس كل وقت يتهيأ لك إرسال الحمام . [/center]
الحيرة
مدينة كبيرة بعراق العرب على الضفة اليمنى لنهر الفرات ، يقال إن الذي بناها هو بخت نصر ، وجددت في عهد الاسكندر ، وقد ظلت الحيرة عاصمة لدولة عربية قبل الفتح الإسلامي ، وفى عهد الإمام على بتن ابى طالب بنى بجوارها مدينة الكوفة واتخذت مقرا للخلافة الإسلامية ، وبقيت الحيرة خرابا إلى أن عثر فيها على قبر ( على المرتضى ) فعادت إليها حياتها قرية صغيرة وتعرف الحيرة اليوم باسمى نجف ، ومشهد ، وتقع على بعد 77 ك . م جنوب شرقي كربلاء . الاخبار الطوال ص 51
فرحت وعطائي سبعمائة وعطاؤه أربعمائه
وروى سعيد بن خالد الجدلي ، قال : لما قدم عبد الملك الكوفة بعد قتل مصعب دعا الناس يعرضهم على فرائضهم ، فحضرنا بين يديه ، فقال : من القوم ؟ قلنا : جديلة ، فقال جديلة عدوان ؟ قلنا : نعم ، فأنشده :
عذير الحى من عدوان * * كانوا حية الارض
بغى بعضهم بعضا * * فلم يرعوا على بعض
ومنهم كانت السادات * * والموفون بالقرض
ومنهم حكم يقضى : فلا ينقض ما يقضى
ومنهم من يجيز الناس * * بالسنة والفرض
ثم أقبل على رجل منا وسيم جسيم قدمناه أمامنا ، فقال : أيكم يقول هذا الشعر ؟ قال : لاأدرى ، فقلت أنا من خلفه : يقوله ذو الاصبع ، فتركني وأقبل على ذلك الرجل الجسيم ، فقال : ما كان اسم ذى الاصبع ؟ قال : لاأدرى ، فقلت أنا من خلفه : اسمه حرثان ، فتركني وأقبل عليه ، فقال له : ولم سمى ذالاصبع ؟ قال : لا أدرى ، فقلت أنا من خلفه : نهشته حية في إصبعه ، فأقبل عليه وتركني ، فقال : من أيكم كان ؟ فقال : لا أدرى فقلت أنا من خلفه : من بنى تاج الذين يقول الشاعر فيهم :فأما بنو تاج فلا تذكرنهم * * ولا تتبعن عيناك من كان هالكا فأقبل على الجسيم ، فقال : كم عطاؤك ؟ قال : سبعمائة درهم ، فأقبل على ، وقال : وكم عطاؤك أنت : قلت أربعمائه ، فقال : يا أبا الزعيزعة ، حط من عطاء هذا ثلثمائة ، وزدها في عطاء هذا ، فرحت وعطائي سبعمائة وعطاؤه أربعمائه
أخبرت الامير أنك أعمى
وكان سهم بن طريف عثمانيا ، وكان على بن ربيعة علويا ، فضرب أمير الكوفة على الناس بعثا ، وضرب على سهم بن طريف معهم ، فقال سهم لعلى بن ربيعة : اذهب إلى الامير فكلمه في أمرى ليعفينى ، فأتى على بن ربيعة الامير ، فقال : أصلحك الله ! إن سهما أعمى فأعفه ، قال : قد أعفيته ، فلما التقيا قال : قد أخبرت الامير أنك أعمى ، وإنما عنيت عمى القلب .
لم يصب الكوفة منه اكثر من ثلاث
وتظلم اهل الكوفة الى المأمون من واليهم فقال ما علمت في عمالى اعدل ولا اقوم بامر الرعية ولا اعود بالرفق منه فقال له منهم واحد فلا احد اولى منك يا امير المؤمنين بالعدل والانصاف وإذا كان بهذه الصفة فمن عدل امير المؤمنين أن يوليه بلدا بلدا حتى يلحق اهل كل بلد من عدله مثل ما لحقنا منه ويأخذو بقسطهم منه كما اخذ منه سواهم وإذا فعل امير المؤمنين ذلك لم يصب الكوفة منه اكثر من ثلاث سنين فضحك وعزله .وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة
وقلت لمتكلم من متكلمي الامامية يعرف بعلى بن تقى من بلدة النيل: وهل كانت فدك إلا نخلا يسيرا وعقارا ليس بذلك الخطير ! فقال لى : ليس الامر كذلك بل كانت جليلة جدا وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الان من النخل وما قصد أبو بكر وعمر بمنع فاطمة عنها إلا ألا يتقوى على بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة ولهذا أتبعا ذلك بمنع فاطمة وعلى وسائر بنى هاشم وبنى المطلب حقهم في الخمس ، فإن الفقير الذى لا مال له تضعف همته ويتصاغر عند نفسه ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرياسة! شرح نهج البلاغة ج 18 ص 45 شرح نهج البلاغة ج 18 ص 94 شرح نهج البلاغة ج 4 ص 100شرح نهج البلاغة ج 11 ص 99 شرح نهج البلاغة ج 16 ص 236