حوار مع الرضيع (ع) في الفضاء السابع

حينما يكبر الآذان .. تنطلق روحي الى فضاءات لا أعرفها .. بل تعرفها روحي .. فضاءات زرقاء وخضراء لا تحلق فيها سوى الأرواح الطاهرة ... وكلما ترتفع أكثر تضيق بعدها الرؤية .. الا من ثقب صغير يطل على فضاءات ملكوتية أرى من خلالها مشاهد حاضرة أبدا في ذاكرتي ... صورة النبلة المزروعة في عنقك ومنحرك الشريف ... وصورة رأس أبيك الإمام الحسين (ع) الذي تحيطه الأنوار الربانية ، وصورة أخرى لكفين مقطوعتين تحاولان إخراج النبلة ، وتسقي شفيتك من ماء الكوثر .. إنها كفي أبي الفضل العباس (ع) فأشعر بالحزن والحب...

الحب سيدي كائن لا يشبه الكائنات فهو يشبه المطر الذي يغسل دروب العاشقين والمؤمنين العارفين بحقكم سيدي علي الأصغر .. فأنت الطفولة والشهادة في أي آن .. وبين الطفولة والشهادة خيط يصل الى السموات السبع ... ولا نغالي إذا قلنا بأن الله سبحانه وتعالى بكى لحظة إستشهادك ، كما بكت لك جميع ملائكة السماوات والأرض فكفي سيد شباب أهل الجنة كانت ترفعك الى السماء .. وعيون الحوراء والرباب وبقية النساء ترنو الى السماء وتدعو لك سيدي وأنت عاشق مقتول .. عاشق للحب والحرية وللبراءة والطفول .. وللجهاد .. نعم الجهاد فبالرغم من عمرك الصغير الذي لا يتعدى الستة أشهر إلا أن طموحك كان يفوق عوامل الزمن والطبيعة .. فصرت كوكبا تنحني أمامك ملايين الكواكب .. يا سيدي يا عبد الله الرضيع .. لهذا كله عشقناكم .. وعشقنا الأرض التي ضمت أبدانكم وتعطرت بنور دمائكم ..

فعشقنا لكم هو عشق يفوق عالم الخرافات ... وهو عشق أكبر من أن يقال .. عشق لا يعرفه قراء الكف ... والفنجان ... ولا فتاح الفال ... حبنا لكم سيدي مزروع في سويداء القلب وفي العيون ... حبنا أغلى من الولد والمال ... فنسأل الله أن يمنحنا درجة الخادم الحقيقي الذي لا يعرف سوى الله وخدمة أهل البيت (عليهم السلام) .. خدمة خالصة من الأمور الدنيوية .. خدمت تسجل في سجل أبي الفضل العباس (ع) عمك المسؤول عن تدوين كل ما يقدم من عمل صالح وأسماء من خدموا في ديوان خدمة الإمام الحسين (ع) وخدمة أهل البيت (عليهم السلام) اللهم آمين.

تقبل مروري