عاد من عمله متجهم الوجه مقطب الجبين، فتحت له امرأته الباب فلم يسلم عليها و لم يكلمها، لم يغير ملابس العمل كعادته كل يوم، جلس في زاوية و وضع يده على رأسه و راح يتأفف، قدمت له زوجته الطعام فلم يأكل و قال : أعيدي الطعام إلى مكانه فلن آكل شيئاً
سألته: ما بك ؟
قال في انفعال: لا شيء.. لا شيء
قالت أرجوك أخبرني فلعلي أستطيع مساعدتك
قال : قلت لكِ لا شيء..فدعيني و شأني
تلطفت معه أكثر و قالت: أنا زوجتك و صاحبة سرك ، فلمن تبث همك إذا لم تبثه لزوجتك ؟
تشجع و قال : و بماذا تستطيعين مساعدتي ؟
قالت أساعدك بحياتي لو أردت ، و هل عندي من هو أغلى منك ؟ فقط قل لي ما الذي أزعجك ؟
قال : قانون أصدرته الحكومة هو الذي أزعجني
قالت: و ما دخلك أنت بقوانين الحكومة ؟
قال : القانون يقول : يحكم بالإعدام على كل رجل لا يتزوج على زوجته
قالت:و هل يزعجك يا حبيبي أن تموت شهيداً ؟