يقول أحد المفكرين : لو كان الحسين (عليه السلام) امرأة لكان زينب (عليها السلام ولو كانت زينب (عليها السلام) رجل لكانت الحسين (عليه السلام ) عندما سمعت هذه الكلمات وقفت متحيرة لا أفقه شيئاً من معنى هذه العبارة لكوني لم أكن حاضره وقت قيلت ولو كنت هناك قطعاً كنت فهمت من قائلها ماذا يقصد لكنني مع قصوري في التفكير مقارنة بهذا الرجل الكبير في كل شيء وجدت انه كان يريد أن يقول أن زينب (عليها السلام)كانت كالحسين (عليه السلام ) قبل و أثناء وبعد عاشوراء ، في إيمانها وصبرها وتقواها واستعدادها في بذل النفيس والغالي في سبيل الله وفي سبيل إحياء الدين السرمدي ، فكانت (عليها السلام) كما وصفها الإمام زين العابدين حين خاطبها قائلاً(أنت عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمه ) ونحن لا نستكثر ذلك على امرأة ولدت ونشأت في بيت أشرف بيوت العرب وقتها ، ذلك البيت الذي طالما كان الرسول الكريم (ص) يقف على بابه وهو يقول (إنما يريد الله ليذهب الرجس عنكم أهل البيت ويطهركم تطهيرا)زينب(عليها السلام ) ضربت أروع الأمثلة للمرأة المؤمنة ألصالحه حيث كانت إحدى نساء زمانها تفتخر وتقول: اليوم رأيت زينب (عليها السلام ) وذلك إن دل على شيء فأنه يدل على عفتها و طهارتها فكانت (عليها السلام ) تجسد المثال الحي للمرأة المؤمنة لذلك نرى الإمام الحسين (عليه السلام ) قد حملها مسؤولية إكمال الرسالة الحسينية وقد كانت كفؤا لها واهلاً لها ، عندما دخل الحسين (عليه السلام ) عليها في يوم عاشوراء وهو يمسح الدمع عن عينيها ويقول لها:
(تعزي بعزاء الله ولا يذهبن بحلمك الشيطان),فكان لتلك الكلمات الصدى القوي في نفسها (ع),فغدت المرأة الثائرة المجاهدة,المرأة التي هزت عروش الظالمين ونكست راية الباطل بصوتها الثائر,ذلك الصوت الذي جعل جهلة الناس يعضون أصابع الندامة على ما فرطوا في أنفسهم وعلى تقصيرهم,ذلك الصوت الذي جعل الناس ينحنون إجلالا وتقدير لراية الحق,أنها حقاً كانت امتداداً للحسين(عليه السلام)بل هي الحسين(عليه السلام),فسلامٌُُ على زينب يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث حية.