وصايا عاشورائية
*ليكن الهدف من استماع الخطب هو استخلاص النقاط العملية التي يمكن إن تغير مسيرة الفرد في الحياة وعلى المستمع أن يفترض نفسه انه هو المعني بالخطاب الذي يتوجه للعموم ولا ينبغي نسيان هذه الحقيقة المتكررة في حياتنا وهي إن الله تعالى قد يجري معلومة ضرورية للفرد على لسان متكلم غير قاصد لما يقول,(الحكمة ضالة المؤمن إن وجدها أخذها)ولكن الله تعالى يجعل في ذلك خطاباًلمن يريد أن يوقظه من غفلة من الغفلات القاتلة .
*أذا لم نوفق للبكاء فلنحاول إن نتباكى و نتظاهر بمظهر الحزن والتلهف على ما جرى لسيد الشهداء ليس من الأدب إن يعامل المستمع ساعة النعي كساعة الوعظ حتى في طريقة الاستماع..ولا يخفى على التأمل إن رقة القلب حصيلة تفاعل سابقة فالذي لايمتلك منهجاً تربوياً لنفسه في حياته من الطبيعي إن يعيش حالة الذهول الفكري إضافة إلى الجفاف ألعاطفي .
*لنستغل ساعة الدعاء بعد انتهاء المجلس فأنها من ساعات الاستجابة وحاول إن يكون لك جو من الدعاء الخاص غير مكتف بما دعا به الخطيب فالملاحظة إن الدعاء بعد المجلس لاروح فيه بشكل عام أي بمعنى ان الناس لاينظرون الى هذه الفقرة نظرة جدو اعتناء وكان الحديث مع الرب المتعال امر هامشي لايعطي له ما يستحقه من الالتفات و الحل انه من الممكن ان يحقق العبد حاجاته الكبرى بعد الدموع التي جرت على احب الخلق الى الله تعالى في زمانه .
*يغلب على بعض المستمعين_مع الاسف_جو الاسترسال واللغو بعد انتهاء المجلس مباشرةً,وفي ذلك خسارة كبرى لما اكتسبه اثناء المجلس,فحاول ان تغادر المجلس ان كنت تخشى من الوقوع في الباطل..ومن المعروف هذا المجال ان الادبار الاختياري بعد الاقبال العبادي مع رب العالمين او في مجالس اهل البيت من موجبات العقوب الالهيه وقد ورد انه ما ضرب عبد بعقوبه اشد من قساوة القلب..وهذا ايضاً يفسر بعض صور الادبار الشديد بع الاقبال الشديد ,وذلك لعدم قيام العبد برعاية اداب الاقبال كما هوحقه .
*ان البعض يحضر المجلس طلباً لحاجة من الحوائج ,فيدخل في باب المعامله مع رب العالمين والحال ان الهدف الاساسي من هذه المجالس هو التذكير بالله تعالى ,وبما اراده امراً ونهياً وهي الاهداف التي قدم الامام الحسين (عليه السلام) نفسه من اجل تحقيقها ,فشعارنا تبكيك عيني لا لاجل مثوبة,لكنما عيني لاجلك باكية )وما قيمة بعض الحوائج المادية الفانيه في مقابل النظرة الالهيه للعبد التي تقلب كيانه رأساً على عقب ....والحمد لله رب العالمين .