أمّاهُ من أشعـل النيران في بــلدي؟!
ومن رمى بيـــضة الإسلام بالفَنــَدِ ؟!
أُمّاه من بث بذر الحقد في وطني؟!
وخطّ بالرعب ذكرى الثأر في خَلَدي؟!
من مزّق الطـــــفل أشـــــلاءً مُبعـثرة ً
من نضّب القصف فوق الآلِ والولـد ؟!
من روّع الشيخَ عن أعـــوادِ مصحفهِ
واغتال ضعفَك ِ بالأعدادِ و العـُدد ِ؟!
بذلتِ دونيْ شغـــافَ القلب فانصهرتْ
فلم تزيدي على الشكـوى ولم أزِدِ ..
لهيّتي روعــــــي "بمصـــاص ٍ"أقلّبُهُ
فمن يلهّي زؤام الموتِ عن كبدي ؟!
كم كان لي حضنك الحاني سِقا ووِقا
والسعدُ في مهجـتي، والخيرُ بين يدي
حتى إذا أمطرت من كــــــل قنبلـــة ٍ
ولاح في الأفْق ِ وجهُ الحقد ِ والحسدِ
أسلمتُ روحي َ فــي كـفـّيكِ محتسباً
ونبضُ قلبكِ في قلـبي و في عضُدي
و زَفْرُ أنفاسـِكِ الحـــرّى يجلّـلــــــني
إذ حشْرَجتْ سكراتُ الموتِ في الغددِ
دمي ودمُّكِ في أرض الفدا امتزجــــا
كمـا تمازج طـيفُ الروحِ في الجسدِ
فسطرا الغبن في التابوتِ ملحـــــمـة ً
حـــزينةً تلعنُ الباغي إلى الأبد ِ ..
أشجانها تنذر الباغي بــصــــــاعقــة ٍ
وجحــــــــــفلٍ فــي سبيل الله منعقدِ
مـن شطّ دجلة من نهر الفرات أتــى
من نجد والشام..من سيناء من صَعدِ
أمّاه هل تعلم الدنــيــــــــا بمــــحنتنا
أمــــا لنا في بني الإسلام من مدد ؟!
من ذا الغريبُ الذي يفـري حشـاشتنا
ملطّخَ الوجـه ِ لا يلوي على أحد ِ ؟!
من ذا الذي فجّر الدنـــــيا بطائـــرة ٍ
غـــــــــــدّارة المُغْتَدى نفّاثة َ العُقَدِ ؟!!
لمَ التشدّقُ عن حريّـــــتي ، ودمــي
مُستنْزفٌ ورصاصُ الغدر ِفي جسدي؟!
لم التحدّثُ عن نـفطـــي وقد سـرقوا
زادي وقرصَ الدوا في المجلسِ النَكِدِ؟!
لم التجارةُ في أرضـــي وفي شـرفي
أمـّاهُ مالطعنُ في ديني و معتقدي !!
لمَ الرهانُ على حُكمـي، وناصيـــتي
مثــــــــــل الفريسـة في كمّاشة الأسدِ
لابد للكربِ يا أمّــــــــاه مـــن فرج ٍ
والليلُ –إن طـال- لن يبقى إلى الأبدِ
ستنبت الأرض أجيالاً مباركــــــــة ً
تصـــــارع ُ البغي بالإيمان ِ و الجلَدِ
الشرعُ والمجدُ أقران ٌ مُقَارَنــــــــة ٌ
والفســـقُ والذّلُ مصفودان ِ في صَفَد ِ
والكُرْه في الدين أحقادٌ مـــــــورّثة ٌ
وأجبن ُ القــــتـــل ِ من رشّاشِ مرتعدِ
دعي الجناية تحكي للألى غـفــلـوا
حقــــــــدَ الصليبيّة الحمــقاء من أمد ِ
ما كان عيسى خبيثَ النفسِ معـتديا
وهــــوَ النبيُّ الذي يهدي إلى الرَشَد ِ
وهوَ الطبيبُ –بإذن الله- مـــن عللٍ
يحيــي ويشفي من العاهاتِ و الرَّمد ِ
دعي الجريمة تروي للألى سـكروا
أن النجــــــــاة بحبل الواحد ِ الصَمَد ِ
فالعيشُ –أمّاهُ- أيـــــــامٌ مُدَاولــــَة
والخلقُ مـــــا بين مفقودٍ و مــفْتَقِد ِ ..
وكلُّ أمر ٍ بتقدير الحــكيم ِ مضــى
تبـــــــــــاركَ الله ُ فعــّالاً لِمَــا يُرِدِ ..
في ذمّة الله أشلاء ٌ لنا هُتكـــــــتْ
واللهُ أرحــــــــــم ُ مــن أمٍّ على ولد ِ
لا تقلقي فابنك المــوءود مضطجعٌ
فـي جـــال لحدك تحت الجلْمدِ الصَلِدِ
إن ضمّنا اليوم قبرٌ واحــد ٌ فـلــكم
حملْتِني في الحشا روحين في جسدِ !!
عجبتني فنقلتها لكم