بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة 7
المرحلة الاولى
التفسير الاروائي
قال تعالى ( َفأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .
1- اهل السنة : في الدر المنثور \ اخرجة ابن ابي حاتم وابو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس في قوله : ( َفأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) ، قال : على ( صاحبه ) ، لم تزل السكينة معه ، واخرج ابن مردويه عن انس بن مالك قال : دخل النبي (ص) و(فلان) غار، فقال (فلان) للنبي (ص) : لو ان احدهم ليبصر موقع قدمه لا يبصرني واياك ، فقال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ يا(فلان) ان الله انزل سكينته عليك وايدني بجنود لم تروها ، عن ابن عباس قالوا لان الرسول لم تزل معه سكينه ، وهذا لا ينافي تجديد سكينه خاصة بتلك الحال وبهذا قال( وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ) ، واخرج الخطيب في تاريخه عن حبيب بن ابي ثابت (فأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) قال : على (فلان) ، فأما النبي(ص) فقد كانت السكينة ، ابن كثير فجعل النبي(ص) سكينة ويثبته ونصره عليه (ص) وفي اشهر القولين وقيل على (فلان) .
2- هل الشيعة : في الميزان \ (فأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) أي انزل عليه سكينة وايد رسوله بجنود لم تروها يصرفون القوم عنهم بوجوه من الصرف يجمع العوامل في انصراف القوم عن دخول الغار والظفر به (ص) ، وقد روي في ذلك أشياء .
الفصل الثاني
المرحلة الاولى
التفسير الاروائي
اولا" : رجوع الضمائر التي قبله وبعده اليه كقول
إِلَّا تَنْصُرُوهُ)و( نَصَرَهُ) و(أَخْرَجَهُ)(لِصَاحِبِهِ) و (أَيَّدَهُ) فلا سبيل الى رجوع ضمير (عَلَيْهِ) من بينها وحده الى غيره – قاطعة تدل عليه .
ثانيا" : ان الكلام في لآية مسوق لبيان نصر الله تعالى نبيه (ص) حيث لم يكن ممن يتمكن من نصرته اذ يقول تعالى ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ......) لآية وانزل السكينة والتقوية بالجنود من النصر فذاك له (ص) خاصه ويدل على ذلك تكرار (اذ) وذكرها في لآية ثلاث مرات كل منها بيان لما قبله يوجه فقول : (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) بيان الوقت قوله : (فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) وقوله : (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) بيان لتشخيص الحال الذي هو قوله : (ثَانِيَ اثْنَيْنِ) وقوله (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ) بيان لتشخيص لوقت الذي يدل قوله (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) .
ثالثا" : ان لآية تجري في سياق واحد حتى يقول (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ولا ريب انه بيان لما قبله ، وان المراد بكلمه الذين كفروا هي ما قضوا به في دار الندوة وعزموا عليه من قتلة (ص) واطفاء نور الله ، وبكلمة الله هي ما وعده من نصره واتمام نورة ، وكيف يجوز ان يفرق بين البيان والمبين وجعل راجعا" الى نصره تعالى اياه (ص) ، والمبين راجعا" الى نصره غيره .
الفصل الثاني
المرحلة الثانية
نتعرف بشكل مختصر ومفيد على السكينة ثم نعرض اراء العلماء عليها ، ونأخذ منها اصح من قولين وحسب الادلة الواردة لدينا بعد عرضها على الاحتمالات والمناقشات وايهما مطابق الى الادلة الصحيحة يؤخذ بها .
ما معنى السكينة : اصلاحنا" ولغويا" :
يقول العلماء ان السكينة في اللغة : هي خلاف الاضطراب والحركة ، وهذا المعنى هو بالضبط الذي ستدل حوله ، الا وهو شعار الساكن دائما" ، لا يتحرك يمنه ولا يسره ولا يضطرب فؤاده بل يثبت ويسكن ، نجده عند البلاء ثابت راسخ لا يعرف زوغان القلب .
معنى السكينة اصطلاحا" : يقول الجوزاني ( في التعريفات ) السكينة : هي ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزيل الغيب دائما" تكون هناك فجأة لأمر دائما" هناك نازلة من التوازن ، فيحدث له شيء من الطمأنينة ، وهي نور في القلب يسكن اليه شاهده و يطمئن .
الخلاصة : من هنا نتعرف على السكينة : هي نوع من انواع الخشوع وهي التي تنزل على قلب تكسره فتجعله خاشع لله تعالى ، يحمده ويشكره ، ويحدث هذ الشيء لأمر غيبي ، وعند البلاء ثابت .
المرحلة الثالثة
الاحتمالات
هناك ثلاثة احتمالات للسكينة وهي :
الاحتمال الاول : السكينة نزلت على صاحبه فقط .
الاحتمال الثاني : السكينة نزلت على الرسول (ص) و صاحبه .
الاحتمال الثالث : السكينة نزلت على الرسول (ص) فقط .
التكملة ان شاء الله بالحلقة القادمة