زيادة خلط الدم :-
أذا أكثر الإنسان من آكل الأغذية الدموية الحارة الرطبة كالطبائخ الدسمة والحلوى ونحو ذلك , هاجت الطبيعة في البدن بكثرة الدم , فيبخر بخارا حارا رطبا الى الدماغ , فيقع الصداع وعظم العروق وغليان الحرارة وانطباخ البدن وفترة الحواس , فان قطع ذلك بضمد الأصداغ وشرب الخل والرمان الحامض واكل القوا بض والحامضة كامزورات ونحوها , وقع الاعتدال وصحة البدن وان تساهل الإنسان وأكثر من ذلك , وقع في أمراض خطرة كغليان الدم , وحمرة العينين والرمد والجدري والدمامل والأورام الرخوة , فيحتاج حينئذ الى الفصد والحجامة ..
زيادة الخلط البلغم :-
أذا أكثر الإنسان من آكل الأغذية البلغمية كالألبان والفواكه , وكل بارد رطب بخرت الطبيعة من البدن الدماغ بخارا باردا رطبا فتقع فترة في الجسم ورخاوة في المفاصل وثقل في الحواس فيبدو مرض البلغم , فان قطع ذلك بما يعدل كالعسل والزنجبيل والفلفل , وكل حارا يابس لطيف , وقع الاعتدال في الصحة , وان وقع التساهل في ذلك زاد هذا الخلط وصار إلى أمراض عسرة البرء مزمنة كالبرص والفالج و السكتة والحمى , التي تطبق سبعة أيام بغير حرارة ثم تهيج بحرارة عظيمة من الجوف إلى الدماغ والى جميع البدن , وهو الجرب المعروف بالمسع , فحينئذ أما الخلاص وأما الهلاك وأكثر الناس يهلك , فإذا ظهرت إحدى هذه العلل فينبغي شراب مسهل البلغم ............
زيادة خلط السوداوي :-
إذا أكثر الإنسان من أكل الأغذية السوداوية كالعدس والدخن ولحم البقر والباذنجان ونحو ذلك هاجت عليه السوداء , فيبدو المرض السوداوي بفتور في البدن وشدة العطش وقلة النوم , فحينئذ ينبغي ان يعدله بشراب العسل , وهو ان ينزع رغوة العسل ويطرح في كل رطل منه درهم زنجبيل ودرهم فلفل مدقوقين ودرهم مصطكي ويشرب لبن البقر مع السكر من تحت الضرع , ويأكل كل حار رطب خفيف فانه يخلطه ان شاء الله تعالى , وان تساهل أدى ذالك إلى أمراض خطرة عسرة البرء مزمنة كالجذام والجرب والحكة والفالج والسكتة والدق والسل وحمى الربيع , وهي التي تغيب يومين و تنوب يوما فلا تكاد تنقطع , فحينئذ ينبغي شرب مسهل السوداء ........
الهلاك
الموت الطبيعي
وهو انقضاء أحوال الإنسان الأربعة ,
فان سن الصبا حارا رطب
طبيعته الحياة , فيه زيادة إلى البلوغ وهو خمسة عشرة سنة , منتهاه إلى العشرين سنة ثم يحدث اليبس فيصير الغالب على الطبيعة
الحرارة واليبس مدة سن الشباب وهو أربعون سنة , ثم تبدو مائية وتبرد الطبيعة ويظهر الشيب وتنقص القوة وتصير الطبيعة باردة رطبة مدة سن الكهولة :- وهي إلى سبعين سنة ,ومنتهاه إلى الثمانين سنة , ثم يظهر البرد واليبس الذي هو كامن وتكمن طبيعية الحياة لضعفها , وذلك إلى سن الشيخوخة , فلا تزال الرطوبة الأصلية والحرارة الغريزية تنطفئ حتى يقع الفناء إلى مائة سنة وعشرين في الغالب , وفي النادر لا حد لأكثره إلا بما قدر الله تعالى من الآجل المسمى , ثم تفنى طبيعة الحياة كما ذكرنا , وهو الموت الطبيعي المقدور للأنام , والله اعلم بغيبه واحكم .
من
موسوعة عامر جدوع الجبوري