رياض العراقي كوفي جديد
عدد الرسائل : 9 العمر : 52 البلد او المدينة : العراق المدينة : النجف تاريخ التسجيل : 20/02/2009
| موضوع: امانة التلقي الخميس مارس 05, 2009 6:17 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمانة التلقي
وهي المرحلة الأولى التي تصادف المثقف أو الكاتب الذي يريد أن يطرق موضوعاً أو يبحث عن قضية, و نعني بأمانة التلقي:
1- أن يكون الباحث أميناً في انتقاء مصادر ثقافته و علمه و موضوع بحثه إذ أن مصدر المعلومة وجهة المعرفة تشكل الحجر الأساس في عملية البحث و قد حذرنا الله تعالى أن يكون غير الأمين مصدراً مـن مصادر المعلومة أو المعرفة (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَـةٍ فَتُصْبِحُوا عَـلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات آية 6.
فكم من بحث فقد أمانته العلمية لأنه أعتمد على بعض النقولات المبعثرة و المصادر المشوهة للحقائق بنيت عليها كثير من الآراء و صدرت على أساسها كثير من الأحكام، ونحن مأمورون بأن نجعل (أهل الذكر) مصدراً للمعرفة و المعلومة لانهم الأمناء في نقل المعرفة و الفكرة و (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ* بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 44وحين كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين ظهراني هذه الأمة كان هو مصدر المعرفة حصراً بلحاظ اتصاله صلى الله عليه وآله وسلم بمصدر الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بيين يديه و لا من خلفه (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) النجم آية 4.
و ترى القرآن الكريم يصف بعضاً موبخاً من الصحابة حين راحوا يتعرفون من تلقاء أنفسهم و يبنون المواقف دون مراجعة المصدر الأصيل (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْـهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء – 83.
وقد وجهنا القرآن الكريم قائلاً (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر - 7.
وحين رحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الأمة جعل من بعده نبراسين أساسين جعلهما مستمسك الهدى و طريق النجاة و البعد عن الضلالة حين قال في الحديث الذي رواه الفريقان (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وقد أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقاحتى يردا عليّ الحوض)
و بقي الثقلان حاضرين في وجود الأمة ووجدانها، القرآن و العترة و هما لا يزالان يشكلان المصدر الأساسي للمعرفة بالإضافة إلى ورثة الأنبياء و نعني بهم العلماء الربانيون الذين يستقون معارفهم من هذي المصدرين.
فإذا ما التجأ الباحث - في أي قـضية من القضايا-إلى مصدر آخر يستقي منـه الرأي الشرعي فـقد جانب الصواب إلا أن يكون الباحث أهـلاً للرجوع المباشر إلى مصادر التشريع نعم تبقى مصادر التشريع الأساسية الإطار الذي تبنى عليه المعارف ولكن الموضوعات و المفردات تستقى من واقع الناس ومن تطور الحياة و آراء أهل الخبرة الثقاة.
2- يقول الله تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِين ٍ) الجمعة – 2
فجعل عملية التزكية مقدمة على عملية التعليم و هذا يعني أن على الباحث أن يجعل من ذاته ونفسه أرضاً زاكية وصفحة نقية لكي تشرق عليها المعارف الحقة فإن الحكمة و العلم بيد الله يهبه لمن يشاء (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) البقرة - 269
وقد ورد في أحاديث أهل البيت(عليهم السلام): أن العلم ليس بكثرة التعلم ولكنه نور يقذفه الله في قلب من يشاء.نعم إن النفس الطاهرة و القلب الزاكي يشكل الارض الطيبة التي تستقبل أمطار الرحمة الإلهية و المعارف الربانية, فأن يكون الباحث على إطلاع على كثير من المعلومات و المفردات المعرفية شيء وأن يكون حكيماً تتفجر الحكمة و المعرفة المحقة من جوانبه شيء آخر هو المطلوب في عملية البناء الفكري و التنمية الثقافية.
3- بعد أن يؤسس الباحث أصوله على مصادر التشريع الأساسية و يزكي ذاته ينبغي له أن يعايش عصره و ينفتح على مجمل الثقافات و الافكار التي تطرح في عصره و إلا فإن علومه لن تجد لها مجالاً في الحياة المعاصرة. إننا نراجع مصادر التشريع لكي نعطي للأمة الموقف الشرعي
و الرؤية الدينية - حسب فهمنا و اجتهادنا – من الثقافات و الأفكار التي يطرحها الأخرو تتداولها وسائل الإعلام التي أصبحت تغزو كل بيت و تصل إلى كل أحد.
مطلوب من الباحث الملتزم أن يفتح عقله و قبل ذلك صدره ليسمع ما لدى الأخر (فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) الزمر – 18.
أما أن يعتقد الباحث أو المثقف أنه (الحق المطلق) و الصواب الذي لا يحتمل الخطأ و يضيق صدره بالرأي الذي لا يتوافق مع رؤيته فهذا يعني غروراً بالذات أولاً و ضعفاً في الحجة ثانياً و عجزاً من المواجهة ثالثاً.
نعم هذا لا يعني أن يتفرغ الباحث ليشغل نفسه وذهنه بكل ناعق ينعق و بكل تفاهة تكتب متصدياً وناقداً. لكنه ينبغي أن يكون على إطلاع كامل على مجريات الأمور و محدثات الأفكار و لا ننسى أن (العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس).
| |
|
غالب العبودي كوفي نابغة
عدد الرسائل : 2334 العمر : 55 البلد او المدينة : لعراق المدينة : النجف المشخاب الوظيفة : حقوقي قانوني في وزارة النفط تاريخ التسجيل : 09/10/2007
| موضوع: رد: امانة التلقي الخميس مارس 05, 2009 8:56 pm | |
| حياك الله اخي رياض عى هذه المشاركه الموفقه تقبل تحياتي | |
|